أرض الحكائين
أرض الحكائين
اليوم هو بداية الأسبوع الأول من شهري الخامس، حين كانت أمي تذهب للطبيبة لتطمئن عليّ كنت أتعرف هناك إلى أجنة كثر، فيتسرب حديثنا من جدران الأرحام، أخبروني جميعهم أنهم يعيشون في عتمة مخيفة، وقد كان هذا يثير استغرابي، فقد كنت أعيش في ضياء مشع، قالت لي أمي ذات مرة: "أرحام الأمهات متشابهة، ولكن رحمتهن مختلفة".- يعرف الناس يا صغيري عن الرحم أنه محطة الحياة الأولى، لكنهم لا يهتمون فيها إلا بجسدك، أما روحك فإنهم لا يكترثون بها كيف تعيش وسط تلك الظلمات، أما أنا حين كنت جنينا مثلك، كان أبي موغلا في الحب، حبه لأمي وحبه لأرض نوران، ولم يشفع لأبي حبه لنوران ليغفر الناس له خطيئته في الحب، فكانت أمي حين تمسح على بطنها تدفع إلي بالوجع من إساءات الناس لهما، كل ذلك كان يصلني وأنا في رحمها دون أن تدرك ذلك، ومن هناك أدركت الحب باكراً، وتعلقت به