يتناول هذا الكتاب علاقة أوروبا القرون الوسطى بالشرق، عبر دراسة تاريخ الأدب الغربي والعمارة واللغة، كاشفاً بذلك عن أزمة في هوية الغرب الحضارية. فلقد ظل تعريف الثقافة القروسطية، يحمل في طياته ـ لمدة طويلة ـ بذور الصراع بين الغرب والأمم الأخرى. وقد زعم أصحاب النظريات الإنسانية المتقدمة أن الثقافة القروسطية بما فيها من عمارة قوطية، ورومانسية قروسطية، كانت نتيجة لتأثيرات أجنبية خارجية؛ شرقية على وجه الخصوص. كما حاول آثاريّو القرنين السابع عشر والثامن عشر البحث عن أصول فينيقية للثقافة البريطانية، والربط بين كهنة الدرويد والحضارات القديمة. إن هذا الكتاب يكشف عن نموذج يظهر فيه الماضي وكأنه يعبر عن بلاد غريبة، شرقية في الغالب، وهو أمر يثير التساؤلات حول نقاء أصول الثقافة الغربية