النفق
النفق
“النفق” رواية صغيرة للغاية، لكنها تترك أثراً لا يمحى في ذهن القارئ، فهي مزيجٌ من الإنفعالات النفسية العميقة والسرد البوليسي في علاقة ملتبسة بين رجل وامرأة. “النفق” في المستوى الأول للقراءة ليست سوى اعترافات رسام أصيب بالجنون وقُتل بدافع الغيرة، لكنها في مستوى أعمق مأساة الوحدة، مأساة التواصل، ومأساة البحث عبثاً عن المطلق. عالم “إرنستو ساباتو” الروائي عالم غريب ومعقد، خفي ومتشابك، عجيب، وغامض، يؤمن بقدرات أخرى تكمن وراء عالم المظاهر. إنه كافكا نهاية القرن، ينبش في حيرة وإرتباك الإنسان المعاصر في عالمٍ غامضٍ قاسٍ لا يرحم. “إرنستو ساباتو” واحدٌ من عمالقة الأدب والفكر، ليس في الأرجنتين وحسب، بل في أميركا اللاتينية، نال شهادة الدكتوراه في الفيزياء، لكنه هجر ميدان العلوم وكرس حياته للأدب بعد أن درس الفلسفة. ألّفَ مجموعة كتب وأبحاث عن الإنسان وأزمة العصر، وثلاث روايات: النفق، حول أبطال وقبور، وأبِدون “ملاك الجحيم”. وقد منحته رواية “النفق”، التي ترجمت إلى معظم لغات العالم، شهرة عالمية، وضعته في قائمة الأسماء الإستثنائية في الكتابة التي تمزج، بآن واحد، ما بين الوقائع التاريخية والسلوكية النفسية لشخصياته، وكأنه يهذي أو يفضح ما هو مخبوء وسرّي وغامض.