اكبر نامه : تاريخ حكم اكبر مع سرد عن اسلافه ج 3
اكبر نامه : تاريخ حكم اكبر مع سرد عن اسلافه ج 3
في تلك الحقبة التي ارتفعت في خلالها راية العدالة, ولمع فيها نجم زينة العالم (الشاهنشاه أكبر نامه), ظهرت بشائر تدل على تيارات حسنة, تحمل معها أخبار الربيع, وتعد العالم أجمع بالفرح. يفوق الاحسان الذي يغدقه الشاهنشاه على البشر حدود كل الحسابات, ولابد أن يعترف الناس بعجزهم عن رد جميله ومكافأته على صنيعه, فكيف لأولئك المقربين من البلاط والمشاركين على الدوام باجتماعات العدالة أن يتخلصوا من عبء عرفانه وجميله؟ فهو عند فتحه البلدان والمدن كان أول ما يقوم به هو الاستعلام عن ظروف المظلومين والمضطهدين, والتعاطف معهم ونصرتهم. فمن نظر في عيني أكبر الحادتين رأى أسطرلاب الشمس الجوهرية الحقيقية, وشعر بقلبه يفطن الحقيقة, وكأن بها مرصدا سماويا يرصد المفاهيم الكبيرة. وقد أدرك جلالة الملك أن معاقبة المتجرئين والمتمردين تأتي على رأس أولويات السيادة, وبذلك أدركت البشرية سلامة تفكير سيد العالم وشهامته من خلال بسط سيطرته على مناطق مختلفة, وتعاظم نفوذه الذي تجلى في كثير من غزواته وحملاته وانتصاراته التي حققها على مدى سني حكمه