Skip to product information
1 of 1

Kutubna Cultural Center

العودة إلى مكان مضاء بكوب حليب

العودة إلى مكان مضاء بكوب حليب

بدأ تشارلز سيميك بكتابة الشعر "حين رأيت أن الفتيات الجميلات ينجذبن إلى الفتيان الذين يكتبون لهن القصائد الحزينة". بالنسبة إلى شاعر أصدر حتى الآن نحو عشرين مجموعة شعرية وأكثر من ثلاثين مجموعة مترجمة عن اللغات أخرى، وبات علامة من علامات الشعر في أمريكا، فأسباب كتابة الشعر، بل الشغف به، باتت مختلفة بالتأكيد. بل يمكن القول إنها باتت متجذرة أكثر من أي شيء آخر بالشعر نفسه، باللغة، بدلاً من "الخطاب" أو "الدور" أو "المعنى" أياً يكن هذا المعنى.

منذ البداية شغف سيميك بالغموض بالشعر. يقول في أحد الحوارات وبعد ذكر أسماء الشعراء المعاصرين الذين تأثر بهم من أمثال إليوت وباوند، إن الشاعر الذي شعر بأنه وجد علاقة خاصة به في بداية حياته الشعرية كان هارت كراين، وذلك بسبب الغموض في شعره: "شعرت أن هذا الشعر العصي تماماً على الفهم هو شكل أرقى من الشعر".

لم يعد الغموض في ما بعد، ومع تفتح هذا الشاب المهاجر من يوغوسلافيا، ليتشرد في شوارع نيويورك، ويكتشف الشعر والفن والحياة معاً، هدفاً في حد ذاته. وإذا كان هناك من كلمة واحدة يمكن أن نختصر بها تجربة سيميك فهي ليست الغموض، بل "البساطة". لكن هذه البساطة لا تعني بأي حال من الأحوال "الوضوح"، بل أحياناً تكون على الضد منه، لا سيما إذا انطوى الوضوح على قدر أقل من الشعر والصدق الشعري، وقدر أكبر من النمطية والمباشرة.
View full details